مدار: 16 يناير/كانون الثاني 2020
مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، تحل الذكرى المئوية لميلاد الشهيد المهدي بن بركة، المزداد سنة 1920 بالرباط، والمختفي في 29 أكتوبر سنة 1965 في فونتني لو فيكونت شمال فرنسا، والذي لا اختلاف حول كونه أشهر وأقوى زعيم يساري معارض لنظام الحسن الثاني في المغرب، كما كان زعيم حركة العالم الثالث والوحدة الإفريقية، ومن أبرز وجوه مكافحة الاستعمار؛ ورغم مضي خمس وخمسين سنة على تعرضه للخطف، لم يُعثر حتى الآن على رفاته، في حين لازالت أسرته ورفاقه يناضلون من أجل الحقيقة واستجلاء مصيره وهُوية القتلة.
في هذا السياق أعلن معهد المهدي بن بركة – الذاكرة الحية، الذي يوجد مقره في باريس، إنشاء ائتلاف يضم جمعيات وأحزابا مغربية في فرنسا، من بينها حزب الطليعة في أوروبا، والحزب الاشتراكي الموحد بفرنسا، وحزب النهج الديمقراطي بأوروبا، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى معهد؛ وذلك لتخليد الذكرى المئوية لميلاد الشهيد المهدي.
وقال المعهد، الذي أنشأه البشير بنبركة، نجل الشهيد المختفي في فرنسا، في بلاغ توصل به موقع “مدار”، إن “سنة 2020 توافق الذكرى المئوية لميلاد بن بركة والذكرى 55 لاختفائه، وهي مناسبة لإلقاء نظرة على حياته وإرثه السياسي، فهو مُفكر ورجل عمل خاض معركة من أجل مجتمع يكون فيه الرجال والنساء أحراراً ومتساوين”، مضيفا أن المهدي “كان يرفض أي حل وسط أو توافق عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن قضية المهمشين وتعزيز أكثر لشروط العدالة والكرامة”.
ويسعى الائتلاف من خلال تخليد الذكرى إلى تعريف جيل الشباب بـ”المسار السياسي الاستثنائي لقائد تقدمي مغربي له بُعد وطني ودولي، فرغم اختفائه بقي بالنسبة لعدد من الأجيال التي عايشته مرجعاً مهماً في النضال من أجل الاستقلال وبناء مجتمع التقدم”، كما يهدف إلى التذكير بـ”فكر بن بركة ودوره في تطور المغرب وفي كفاح عدد من شعوب العالم الثالث، وبالتالي المساهمة في العمل الأساسي للذاكرة اللازمة لمعرفة وفهم الأحداث التاريخية لتلك الفترة من أجل استيعاب أفضل للحاضر وبناء المستقبل”.
ويروم الائتلاف أيضاً حشد التعبئة من أجل الحقيقة حول اختفاء المهدي ومصير جميع ضحايا الاختفاء القسري، وفي هذا الصدد عبر عن إدانته “عرقلة الحقيقة والعدالة في المغرب وفرنسا”، وعن تضامنه مع أفراد عائلة المهدي بن بركة “في المعركة الشاقة التي يقودونها منذ سنوات طويلة من أجل إظهار الحقيقة الكاملة حول اختطاف واختفاء الزعيم السياسي المغربي”.
وفي هذا الصدد اجتمع بالرباط مجموعة من المناضلات والمناضلين، يمثلون نقابات ديمقراطية وائتلافات وجمعيات حقوقية ومنظمات مدنية وأحزابا تقدمية من أجل جعل 2020 سنة للمطالبة بـ”إجلاء الحقيقة كاملة في ملف الشهيد، وكذا لإحياء الذاكرة بشأنه وتاريخه النضالي وقضية الاختفاء القسري ولإشاعة فكر الشهيد وعطاءاته”، وأسسوا لذلك لجنة وطنية أطلقت، من خلال بلاغ لها، دينامية “2020 سنة الشهيد بن بركة من أجل الحقيقة..الذاكرة والفكر”، وأعلنت تنظيم مهرجان فني بالدار البيضاء، “بمناسبة حلول الذكرى المئوية لميلاد الشهيد المهدي بن بركة، والذكرى 55 للجريمة الشنيعة لاختطافه”، حسب المصدر ذاته.
ونظم هذا المهرجان الفني بمساهمة عدة فعاليات فنية وبحضور البشير بن بركة، نجل الشهيد ومدير معهد المهدي بن بركة ذاكرة حية؛ وذلك يوم الجمعة 17 يناير 2020، بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء.