سياسيون ومثقفون مغاربيون يدعون إلى دك دعوات المواجهة والعداء بين المغرب والجزائر

مشاركة المقال

مدار: 08 أيلول/ شتنبر 2021

“نحن الموقعات والموقعين أسفله، مثقفين ومناضلين من المجتمع المدني، ومواطنين معنيين بشأن شعوبنا، نسجل ببالغ القلق التصعيد الحاصل في العلاقات بين المغرب والجزائر”، بهذه العبارة استهل عدد من الفاعلين/ات السياسيين والمدنيين والمثقفين/ات المغاربيين/ات، عريضة حملت عنوان “نداء إلى العقل”، دعوا فيها إلى تحكيم العقل في الصراع والتوتر الحاصل في العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية الجمهورية الجزائرية.

وجاء هذا النداء في إطار ندوة صحافية عقدت يوم السبت 04 شتنبر بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعاصمة المغربية الرباط، وعرفت مشاركة أسماء وشخصيات مغربية وازنة، من قبيل الباحث الأمازيغي والحقوقي أحمد عصيد، والأكاديمي عبد الله حمودي، والاقتصادي والحقوقي فؤاد عبد المومني.

ومن الجانب المغربي سجلت العريضة توقيع شخصيات وفعاليات هامة، من ضمنها الحقوقي عبد الحميد أمين، والكتاب والمؤرخ حسن أوريد، والفاعل السياسي مصطفى البراهمة، ومحمد الساسي، والمؤرخ المعطي منجب، والحقوقيتان خديجة الرياضي ولطيفة الجبابدي، وأسماء أخرى.

كما شارك نشطاء جزائريون وتونسيون عن بعد عبر الوسائط الرقمية. ووقع من الجانب الجزائري: بوعلام صلصال، الزوبير أعروس، فيفي بنعبود، عبد الوهاب فرنساوي وآخرون؛ ومن الطرف التونسي وقع كل من عبد المجيد الشرقي، قاسم أفاية، سلمى بكار، خميس شماري وفيصل شريف…

وورد في نص العريضة: “نرفض هذه الوضعية المؤدية إلى مواجهة غير طبيعية، لا يمكن أن تكون إلّا إنكارًا للتاريخ العميق لمنطقتنا ولجوهره، وتتنافى مع مصالح الشعبين ومصالح المنطقة. نؤمن بأن شعبينا لا يكنان لبعضهما إلا الود، وبأنه ليس بعزيز عليهما تجاوز هذه اللحظات العصيبة بأقل الأضرار وبأجمل الآفاق، بتعبئة طاقاتهما الخلاقة من أجل تحصين جسور الإخاء وتكثيفها”.

كما دعا الموقعون/ات “كافة الإرادات الحسنة في البلدين وفي جوارهما إلى الضغط من أجل وقف التصعيد والعودة إلى جادة الصواب، لتحصين مصالح الشعبين الجزائري والمغربي”، كما عبروا عن قناعتهم/هن بأنّ “رجال الدولة ونساءها الحقيقيين هم وهن من يبنون العيش المشترك والأمن والتعاون، وليس أولئك الذين ينهمكون في التسابق نحو الكراهية والتسلح والتصعيد ودق طبول الحرب”.

وأكدت الوثيقة في السياق ذاته أن “تحديات التنمية ضخمة أمام شعوب المنطقة، ومواجهتها لا يمكن أن تتم إلا بمستوى عال من التلاحم والتشارك”؛ كما حذرت من أن استمرار هذا الوضع “من شأنه أن يجر الجميع إلى وضع أفدح مما هو عليه”، ما يستدعي تدخل المجتمع المدني دون “تردد أو تهاون” حفاظا على “هويته ورسالته”.

وفي الأخير التزم الموقعون /ات جماعيا، مغاربة وجزائريين ومغاربيين وأصدقاء، بالمساهمة في وقف التصعيد وتوطيد أواصر المحبة والتعاون، “ودك الدعوات للمواجهة والعداء، وبناء الغد المشترك الواعد”.

وشهدت العريضة توقيع ما يقارب 300 شخصية من كل من المغرب والجزائر وتونس، وكذلك نشطاء مدنيين وفاعلين مغاربيين من بلاد المهجر.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب والجزائر ظلت تعرف توترا منذ عقود، خاصة في ما يهم ملف الصحراء الغربية، والنزاع الدائر عليها، إذ تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال المنطقة، التي يعتبرها المغرب جزءا أساسيا من ترابه.

إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعدا في التوتر الدبلوماسي بين البلدين، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أواخر شهر أغسطس الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، متهما إياه بالقيام بـ”أفعال عدائية”، مع اعتراف مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة عمر هلال بـ”حركة تقرير المصير بمنطقة القبايل”، التي اعتبرها الجزائر حركة انفصالية، وتصنفها على أنها “إرهابية”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة