مدار: 22 آذار/ مارس 2024
تزامناً مع تزايد عجلة التطبيع التي اجتاحت المنطقة العربية، شهدت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إذ شجبت الحكومات والمنظمات والأفراد سياسات إسرائيل، ودعمت الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني. واتخذت العديد من البلدان العربية إجراءات بموجبها تمنع التعامل مع الشركات التي تدعم الاستيطان الإسرائيلي.
ومؤخراً ارتفعت عالمياً وتيرة الاحتجاجات الشعبية التضامنية مع فلسطين، إضافة إلى ازدياد فعالية حملات المقاطعة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبدء حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة المحاصر، دعماً للقضية الفلسطينية ونضال شعبها وصموده.
وفي خطوة تصعيدية، انطلقت عاصفة نشر على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء 13 مارس/آذار الجاري للضغط على مجموعة “كارفور” الفرنسية. ثم تلتها يوم الخميس الموالي عاصفة لتكثيف الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية حتى #حظر_إسرائيل من أولمبياد باريس 2024.
حظر “إسرائيل” من الأولمبياد…
يواصل الكيان الغاصب حرب الإبادة الجماعية بحق 2.3 مليون فلسطيني في غزة. دمر خلالها كافة مقومات الحياة من بيوت ومستشفيات ومدارس ومراكز ثقافية، فيما يستمرّ في منع دخول المساعدات الإغاثية لأهل غزة بهدف قتلهم جوعاً وعطشاً. تشكّل الإبادة الرياضية جزءاً من هذه الإبادة الجماعية.
وتكبّد القطاع الرياضيّ الفلسطينيّ خسائر بشرية ومادية ومعنوية فادحة خلال هذه الإبادة. فقد استهدف الاحتلال عشرات الرياضيين/ات الفلسطينيين/ات وقتلهم، عدا عن أولئك الذين أصيبوا ولن يتمكنوا من ممارسة الرياضة لاحقاً.
ومن شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية مدرب المنتخب الفلسطيني الأولمبي لكرة القدم كابتن هاني المصدر، والحكم المساعد الدوليّ محمد خطّاب، وبطلة الكراتيه نغم أبو سمرة، ولاعب المنتخب الوطني في الجودو عبد الحفيظ المبحوح، والعشرات الآخرين الذين خسرتهم فلسطين وبطولاتها الرياضية للأبد.
كذلك حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلية ملعب اليرموك، إلى معسكر اعتقال وتحقيق وتعذيب قبل تجريفه وتدميره. كما دمرت إسرائيل معظم ملاعب واستادات غزة ومقريْ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية الفلسطينية.
تضاف هذه الجرائم الوحشية إلى سجلّ الجرائم الإسرائيلية المتواصلة على مدار عقود. ومنها: إقامة أندية رياضية داخل مستعمرات مقامة على أراضٍ فلسطينية مسلوبة؛ اقتحام الأندية الرياضية وعرقلة المباريات؛ واستهداف الرياضيين الفلسطينيين وقتلهم أو التسبب بإعاقات تحرمهم من الرياضة إلى الأبد. ورغم كل هذه الجرائم، تستمرّ البنيات الرياضية الدولية اليوم وأبرزها “الفيفا” (FIFA) و”الأولمبياد” (Olympics) بتجاهل مطلب “حظر إسرائيل” متذرعة بحجج وصفت بالواهية.
وبهذا الصدّد، انطلقت عاصفة تحت أوسمة #حظر_إسرائيل#BanIsrael#Paris2024 ترافقت مع نداءات للتحرك وتوقيع عرائض إلكترونية أيضاً تحت شعار “متحدين، نملك القوة الكافية لإجبار الأجسام الرياضية الدولية على إنهاء تواطؤها مع الجرائم الإسرائيلية” (لتوقيع عريضة @DiEM_25التي تطالب الـ”فيفا” واللجنة الدولية الأولمبية والـ”يويفا” والـ”فيبا” بتعليق مشاركة إسرائيل في كل الألعاب الرياضية الدولية حتى توقف جرائمها وانتهاكاتها للقوانين الدولية.في هذا الرابط: https://t.ly/bBtih أما لتوقيع عريضة @Eko_Movementالموجهة للفيفا والأولمبياد عبر الرابط: https://t.ly/2pitO).
وفي وقت سابق، رحبت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) بالموقف الأخير الذي اتخذه اتحاد غرب آسيا لكرة القدم (WAFF) الذي يمثل 12 دولة. حيث وجّه الاتحاد رسالة إلى جميع الاتحادات الوطنية لكرة القدم البالغ عددها 211 والاتحادات الإقليمية الستة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يضم “منتخب الاحتلال الإسرائيلي”، مطالباً إياها بحظر الاحتلال الإسرائيلي من المنافسات، في ظل الحرب التي يشنّها على قطاع غزة. وقد أعلن عن موقفه المتسق أخلاقياً وقانونياً بهدف الضغط على إسرائيل حتى تنهي حربها الإبادية التي تشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر.
يُذكر أن منتخب الاحتلال الإسرائيلي كان ينافس ضمن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لكنه واجه معارضة ورفضاً حتى طرد في العام 1974.
في غضون ذلك، كان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” منع روسيا من المشاركة في المباريات الدولية بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، مما يثير تساؤلات حول التناقضات وازدواجية المعايير التي تمارسها اتحادات كرة القدم.
يشار إلى أنّ العديد من أعضاء اتحاد غرب آسيا لكرة القدم هم أيضاً من الموقعين على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة الأبارتهايد في الرياضة، أيّ أنّ مطالبتهم بعزل إسرائيل هي جزء من التزاماتهم حسب هذه الاتفاقية والتي تنص على أنّ على الدول الموقعة عليها “اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لضمان طرد أي دولة تمارس الأبارتهايد من الهيئات الرياضية الدولية والإقليمية”.
قاطعوا “كارفور”…
حملة لنقاطع “كارفور”مستمرة و تنامى حول العالم حتى تنهي تواطؤها في الجرائم الإسرائيلية. ومجدداً انطلقت عاصفة تغريد لمقاطعة شركة “كارفور” عبر وسمي #لنقاطع_كارفور و#BoycottCarrefour، تحت شعار “لنقاطع “كارفور” الفرنسية ونصّعد الضغط عليها حتى تنهي تربّحها من الجرائم الإسرائيلية.
وكانت مجموعة “كارفور” (Carrefour) قد أبرمت اتفاقية مع شركة ( Electra Consumer Products ) الإسرائيلية وشركتها الفرعية (YenotBitan) ، وكلتاهما شركات إسرائيلية متورطة في انتهاكات جسيمة بحق الشعب الفلسطيني.
وفي اليوم الذي قررت فيه الحكومة الإسرائيلية شن عدوان على قطاع غزة في مايو/أيار 2023، افتتحت كارفور أكثر من 50 فرعاً لخدمة النظام الإسرائيلي بحضور رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الاقتصاد. وبموجب الاتفاقية، ستبيع ” كارفور ” بضائع المستعمرات الإسرائيلية في متاجرها العالمية.
واليوم تزايدت الدعوات لمقاطعة “كارفور” بعد أن قدمت آلاف الطرود لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي قبيل مشاركتهم في العدوان الأخير، دعماً لحربه الإبادية التي يشنها في قطاع غزة.
تعتمد “كارفور” على صورتها وسمعتها لجذب الزبائن. وقد نجحت الحملات الشعبية الفعّالة في إجبار شركات عالمية ضخمة مثل (PUMA) (Orange) و (Veolia) للانسحاب بالكامل من كافة المشاريع الإسرائيلية.
وحسب صحيفة “ذا ماركر العبرية” (The Marker) تكبد فرع كارفور الإسرائيلي خسائر في الربع الثاني للعام 2023 بقيمة 67 مليون شيكل.
وفي سياق متصل، جدّدت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل دعواتها لتفعيل مقاطعة “كارفور”، وتكثيف الضغط حتى تفض مجموعة ماجد الفطيم شراكتها مع المجموعة الفرنسية. وشدّدت في بيان لها على “إنّ احتفاظ مجموعة ‘ماجد الفطيم’ بالعلامة التجارية لـ ‘كارفور’ يجعل أي فرع متورطاً بشكل غير مباشر في دعم شركة تشارك في جرائم الحرب الإسرائيلية، بناء على تورّط العلامة التجارية”، مبينة أن ذلك يسري على مجموعة “LabelVie” المغربية أيضاً.
وقد راسلت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، ومعها مجموعات المقاطعة في المنطقة العربية، مجموعة “ماجد الفطيم” لوضعها في صورة الحملة وتوضيح مطلبها الذي يدعو إلى فض الشراكة مع مجموعة “كارفور” الفرنسية لتورطها في جرائم حرب لتفادي مقاطعة متاجرها.
وطالبت حملات المقاطعة مجموعة ماجد الفطيم الإماراتية ومجموعة LabelVie المغربية بـ “فضّ شراكتهما مع مجموعة “كارفور” الفرنسية التي دعمت الحرب الإبادة على أهلنا في غزة إذا أرادت تجنّب المقاطعة الشعبية العربية”.
ومع تصاعد نداء مقاطعة “كارفور”حول العالم، قرّرت مجموعة ماجد الفطيم الإماراتية تجاوز النداءات التي تطالبها بفضّ شراكتها مع “كارفور” معلنةً عن قيامها بالتبرع لصالح الحملات الإغاثية في غزة تحت شعار “قلوبنا مع غزة”.