مدار: 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2021
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 9300 شجرة في الضفة بفلسطين المحتلة العام الماضي، فيما دعت إلى تمكين المزارعين الفلسطينيين من الوصول الآمن إلى حقول الزيتون الخاصة بهم في الضفة الغربية؛ وذلك في الوقت المناسب وبشكلٍ كافٍ خلال موسم قطف الزيتون.
وتأتي هذه الدعوة وسط تحدٍّ ثلاثي يواجهه المزارعون وعائلاتهم في الضفة الغربية، نشرته اللجنة الدولية عبر صفحتها الرسمية أمس، يتمثّل في القيود المفروضة على المزارعين الذين تقع حقولهم خلف الجدار الفاصل في الضفة الغربية وبالقرب من المستوطنات، وتزايد المضايقات والعنف من قبل المستوطنين والبؤر الاستيطانية تجاه المزارعين وممتلكاتهم، التي تزداد بشكل ملحوظ عادة خلال موسم قطف الزيتون، بالإضافة إلى الآثار المتزايدة لتغير المناخ.
ويمثّل قطف الزيتون أحد مصادر الرزق الرئيسية للمزارعين الفلسطينيين، إذ تعمل أكثر من 100.000 أسرة في هذا المجال.
وتطرقت بيانات اللجنة الدولية لصعوبات تعمّق الأزمة، “إذ يتعين على المزارعين الذين تقع حقولهم خلف الجدار الفاصل أو بقرب المستوطنات التقدم للحصول على تصاريح خاصة، والتنسيق مسبقاً من أجل الوصول إلى أراضيهم”؛ ويقوم الصليب الأحمر بدعمهم عبر مساعدتهم على الوصول إلى أراضيهم بأمان وفي الوقت المناسب.
من جهتها، قالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في القدس، إلس ديبوف، في تصريح نقله اللجنة الدولية في بيان صحافي لها: “لاحظت اللجنة الدولية على مدار السنوات ارتفاعاً موسمياً في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون المقيمون في بعض المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية تجاه المزارعين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الفترة التي تسبق موسم قطف الزيتون، وكذلك خلال موسم الحصاد”.
وأضافت ديبوف: “كما يتعرض المزارعون لأعمال مضايقة وعنف تهدف إلى منع نجاح المحصول، ناهيك عن إتلاف معدات الزراعة واقتلاع أشجار الزيتون وحرقها. إنّه لأمرٌ مقلقٌ للغاية وسنواصل حوارنا مع السلطات المسؤولة بشأنه”.
ولفت بيان اللجنة الدولية، الذي اطلع “مدار” على نسخة منه، إلى أن “التغيرات المناخية وأنماط الطقس المتغيرة أدت إلى تفاقم الأزمة بالنسبة للمزارعين، إذ شهد عام 2020 موسم قطف زيتون سيئا للغاية وانخفاضاً بنسبة 55٪ في المحصول؛ وذلك جرّاء ‘ظاهرة المعاومة’ أو ‘التناوب’ بين الحمل الغزير والحمل الخفيف التي تعاني منها بعض أشجار الفاكهة، إلى جانب التوزيع غير المتكافئ لهطول الأمطار ودرجات الحرارة القصوى خلال دورة النمو”.
وأكّدت اللجنة الدولية أنها تبحث عن “حلول تساعد في الحفاظ على دورة حياة آمنة لأشجار الزيتون في ظل غياب الزيارات المنتظمة للمزارعين إلى الأراضي، وذلك من خلال تزويدهم بمصائد بيئية لمكافحة ذباب الفاكهة.
وفي السياق، أقدم عدداً من المستوطنين يوم أمس على اقتلاع 70 شجرة زيتون في مسافر يطا، جنوب مدينة الخليل بالضفة المحتلة.
يُشار إلى أن جرائم المستوطنين تتصاعد في حق الشعب الفلسطيني في قرى وبلدات ومدن الضفة المحتلة بشكلٍ يومي، وخاصّة في موسم الزيتون؛ وذلك بحماية مشددة من جيش الاحتلال الصهيوني في سياق الضغط على السكّان وتهجيرهم وسرقة أراضيهم لصالح المشاريع الاستيطانيّة.