مدار: 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024
في ظل الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال في غزة والضفة الغربية، وما رافقها من موجة تضامن جعلت العديد من شعوب العالم تخرج إلى الشوارع، ما دفع العديد من الأنظمة إلى مراجعة تعاطيها مع الوضع في غزة، زادت عزلة الاحتلال أكثر من أي وقت مضى، وهو ما كرسته أنباء حول ضلوع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في التجسس على مؤسسات وشخصيات رسمية في إيطاليا.
وأفادت إحدى صحف الاحتلال بأن “إيكواليز”، وهي شركة إيطالية للاستخبارات الخاصة، قد تكون جمعت العديد من الملفات السرية التي تحتوي على معلومات حساسة عن شخصيات إيطالية بارزة لبيعها للعملاء، بما يشمل شركات كبيرة ومكاتب محاماة تبحث عن معلومات للحصول على ميزة على المنافسين، أو كسب القضايا، أو للابتزاز والتهديد.
وأبرزت المصادر العبرية أن الشركة الإيطالية اخترقت قواعد بيانات حكومية لجمع معلومات عن آلاف الشخصيات، بمن فيها سياسيون ورجال أعمال ومشاهير، وأضافت أن الشركة تُتهم بالعمل لصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والفاتيكان.
هذا وأظهرت المكالمات الهاتفية التي تم تسريبها لوسائل الإعلام الإيطالية أن شركة “إيكواليز”، التي توظف أعضاء سابقين في الاستخبارات الإيطالية، متهمة باختراق خوادم الوزارات والشرطة بين عامي 2019 و2024 لجمع المعلومات.
وفي إطار تفاعل رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني مع هذا المستجد عبرت عن أن هذا العمل “غير مقبول” و”تهديد للديمقراطية”، لتتوالى بعد ذلك أخبار اعتقال ما لا يقل عن أربعة أشخاص والتحقيق مع عشرات آخرين. وبسبب القلق من أن “إيكواليز” قد تكون حصلت على أسرار دولة أمر وزير الدفاع الإيطالي، جيدو كروستتو، بفتح تحقيق برلماني عاجل.
هذا ووصف كروستتو المعلومات الشخصية المسروقة بأنها “جزء من جبل الجليد فقط”، فحسب صحيفة “بوليتيكو” الإيطالية فإن التسريبات من التنصت على المكالمات الهاتفية أظهرت أن أعضاء من شبكة القرصنة قابلوا اثنين من العملاء الإسرائيليين في مكتب الشركة في ميلانو في فبراير 2023 لمناقشة عقد بقيمة مليون يورو.
وحسب ما كتبته “بوليتيكو” فإن العمل يتضمن عملية سيبرانية ضد أهداف روسية، بما في ذلك “اليد اليمنى” غير المعروفة للرئيس فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى الكشف عن المسار المالي الذي يربط الحسابات المصرفية للشخصيات الثرية بمجموعة “فاغنر”. وكان من المفترض أن تُرسل المعلومات بعد ذلك إلى الفاتيكان.
وفقا للتنصت على المكالمات الهاتفية التي تم تسريبها، حسب الصحيفة ذاتها، كان من المفترض أن يقدم الإسرائيليون وثائق أصلية تتعلق بفضيحة “قطر غيت”، التي تهمّ رشوة مسؤولين في البرلمان الأوروبي، ولوبيات، وأسرهم، للعمل لصالح دولة الخليج الغنية بالغاز في بروكسل.
هذا وأوضحت الجريدة نفسها أن الإسرائيليين عرضوا على شركة “إيكواليز” معلومات عن «تهريب الغاز الإيراني مع الشركات الإيطالية»، وهي معلومات قد تكون مفيدة لأحد عملائها الرئيسيين، وهي الشركة الوطنية للطاقة “إيني” (Eni).
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية تم اعتراض اثنين من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية غير المعروفين أثناء زيارتهما شركة “إيكواليز”. وتم تنسيق زيارة الإسرائيليين من قبل لورنزو دي مارسيو، مسؤول رفيع في الشرطة كان يعمل لصالح الاستخبارات الإيطالية.