مدار: 11 سبتمبر/ أيلول 2021
ستة أسرى، جميعهم من سكان محافظة جنين، نجحوا في الفرار من سجن “جلبوع” شديد الحراسة، الإثنين الماضي، بعد استخدامهم نفقاً من فتحة في زنزانتهم للخروج من السجن، في عملية بطولية سجلت انتصاراً على الكيان الغاصب ومنظوماته الأمنية والعسكرية.
تلك العملية لاقت مساندة شعبية واسعة في فلسطين ودول العالم، لاسيما العربية والمغاربية منها.
وللأسف، لم تختتم فعاليات مسيرات وتحركات “جمعة الحرية” المساندة للأسرى فقط بالمواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال ووقوع إصابات ضمن صفوف الفلسطينيين، بل اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني مساء الجمعة 10 أيلول/ سبتمبر الجاري اثنين من الأسرى الستة البواسل، الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع يوم الإثنين الماضي.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن “عملية اعتقال اثنين من الأسرى المحررين تمت في جبل القفزة، قرب مدينة الناصرة”، شمال فلسطين المحتلة، بعد أعمال بحث واسعة؛ كما أشارت إلى أن الأسيرين المحررين اللذين أعيد اعتقالهما هما محمود عبد الله عارضة (46 عاماً) ويعقوب محمود قادري (49 عاماً).
وفي هذا السياق، حمّلت فصائل فلسطينية الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن حياة الأسيرين محمود العارضة ومحمود قادري، إذ أُصدرت بيانات تدين الجريمة الصهيونية بإعادة الاعتقال، وتحمّل سلطات الاحتلال المختلفة المسؤولية عن حياتهما، بعد أن تم اعتقالهما في جبل القفزة بمدينة الناصرة، وتحويلهما فوراً إلى تحقيق جهاز الأمن العام (الشاباك).
وقال ماهر مزهر، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن “النتيجة كانت معروفة مسبقاً، إما الشهادة أو الاعتقال أو الإبعاد، ومع ذلك فقد حقق أسرانا الأبطال الستة معجزة من خلال عملية العبور الكبيرة، عكست الجرأة والشجاعة، وأكدت أنها ستكون البداية لتحرير كل أسرانا البواسل”؛ كما أكّد أنه “رغم ما جرى فإن أسرانا الأبطال مرغوا أنف المؤسسة الأمنية الصهيونية في التراب…”، وأضاف: “آجلاً أم عاجلاً سيتنسموا عبير الحرية بقوة ضربات المقاومة”.
من جهته، وجه وليد الهرش، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الشعب الفلسطيني بسوريا، دعوة لحماية الأسرى عبر صفحته الرسمية على موقع “فايسبوك” قال فيها: “ندعو الجميع إلى الالتفاف لحماية أسرى نفق الحرية و إرباك العدو بالاعتصامات والمظاهرات والمواجهات المباشرة. علينا أن نجعل العدو لا يهدأ في كل بقعة وكل زمان”.
وفور إعلان نبأ الاعتقال، أصدرت هيئة الأسرى صباح السبت تصريحاً جاء فيه: “نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى قادري وعارضة وزبيدي ونؤكد أن المساس بهم مساس بالشعب الفلسطيني، ونؤكد أن إعادة اعتقالهم لن تضعف من عزيمة الأسرى ومعنوياتهم”.
وخرجت مسيرات شعبية منددة بالعملية في العديد من المحافظات الفلسطينية، كان أبرزها في بلدة عرابة بمحافظة جنين ومدينة جنين ومخيمها، إلى جانب مسيرات عديدة في بيت لحم والقدس ونابلس وقطاع غزة.